عيون تاطيوين، تلك الجوهرة المائية الرائعة في دوار إسكورن بسكورة أمداز،إقليم بولمان بالمملكة المغربية، تعتبر منابعًا مائية فريدة من نوعها تتميز بجمالها الطبيعي وأهميتها الحيوية لسكان المنطقة. إنها كالقلب النابض والشريان الرئيسي لدوار إسكورن، حيث تمده بالمياه العذبة للسكان والفلاحين، وتغذي الحقول الزراعية والبساتين الخضراء. تتميز عيون تاطيوين بجريانها الدائم وثباتها، فهي تنبعث من باطن الأرض كنهر من الحياة يروي عطش الأرض وسكانها على مدار السنة. وتحيط بها مناظر طبيعية خلابة تتمثل في الهضاب و المرتفعات والأشجار الوارفة الضلال التي تخلق أجواءً من الهدوء والسكينة. ولا يقتصر جمال هذه العيون على الطبيعة المحيطة بها فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى الأثر الاجتماعي والثقافي حيث تعتبر ملاذًا للشباب المحليين والزوار خلال فصل الصيف، حيث يستمتعون بأجواءها المنعشة والمائية الباردة في الأيام الحارة. بجانب أهميتها الاجتماعية والثقافية، تلعب عيون تاطيوين دورًا حيويًا في القطاع الزراعي، حيث تمد الحقول بالمياه الضرورية لزراعة المحاصيل وتغذي أشجار الفواكه،بالإضافة إلى حقول البرسيم المسقي الذي يستعمل كعلف للماشية إذ أن أغلب الساكنة يعيشون إلى جانب الفلاحة على تربية المواشي و خصوصا الأبقار، مما يسهم في ازدهار الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة السكان. وتعتبر هذه العيون جزءًا لا يتجزأ من تراث المنطقة وثقافتها الزراعية التقليدية. على الرغم من أهميتها الكبيرة، إلا أن عيون تاطيوين غالبًا ما تبقى مجهولة للكثيرين خارج المنطقة، حيث يظل جمالها الخفي محصورًا بين أهل المنطقة والقليل من الزوار الذين يكتشفون سحرها الطبيعي. وربما يكمن سر جمالها في هذا الاحتفاظ بطبيعتها البرية وعفويتها، التي تجذب الباحثين عن الجمال الطبيعي والهدوء بعيدًا عن صخب المدينة. باختصار، تعتبر عيون تاطيوين لؤلؤة مائية تتلألأ في وسط الطبيعة الخلابة بدوار اسكورن بسكورة امداز ، حيث تمد الحياة والخضرة للأرض والسكان على حد سواء، وتبقى مكانًا سريًا لمن يتجولون في أحضان الطبيعة بحثًا عن السكينة والجمال.